عطاء الله عبدا لرحيم
رغم أن الأسواق هي المتنفس الطبيعي لحركة البيع والشراء، وتداول السلع، وتقدم خدمة لجمهور المستهلكين لشراء احتياجاتهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة انتشرت الأسواق العشوائية بالشوارع والميادين بكل أحياء مدينة الدار البيضاء، وزادت أعمال العنف والمشاجرات بين الباعة الجائلين وأصحاب المحلات، في غياب تام للأجهزة الأمنية
وانتشر بائعوا الخضراوات بشكل عشوائي، واحتلوا الطرقات والأرصفة ومداخل الوحدات السكنية وأبواب المساجد وإمام أبواب المستشفيات ، مما أدى إلى إصابة كل الميادين والشوارع بحالة من الشلل بسبب انتشار فوضى العشوائية فيها. حيث شكلت تلك العشوائية جحيماً لا يطاق على مستوى الإزعاج والفوضى من قبل هؤلاء التجار العشوائيين الذين يزاولون التجارة الفوضوية، ويخلفون كميات كبيرة من الأوساخ والقمامة لدى مغادرتم في المساء، حيث جعلوا من هده الأحياء سوقاً يومياً فوضوياً يغرق تحت الأوساخ والقاذورات المزكمة للأنوف
أصبحت الأسواق في مدينة الدار البيضاء تصدم دهشة الزائر لها أو المتسوق الذي قد يتفاجأ كثيراً لوجود هذه الأسواق العشوائية داخل أرقى أحياء المدينة، لأنها خارجة عن أي نطاق أو ضابط قانوني متعارف عليه من حيث وجودها أو كيفية طرق انتشارها بين ظهرانينا وعلى عهدة أرقى الأرصفة، تماماً مثل انتشارها داخل الأحياء السكنية
لا تكاد تجد سكنا أو منزلاً خالياً من دكان أو محل أو نصب مخصص للبيع والتقسيط، حتى غدت الشوارع والممرات تغص بالدكاكين، والحوانيت العشوائية التي في الغالب لا تمتلك أي ترخيص رسمي لمزاولة نشاط عملية البيع أو الشراء، وذلك لسبب انعدام قانون أو إطار مخصص لأركان البيع الليبرالي المتعارف عليه دولياً
ومع ذلك تظل الدولة عاجزة عن وضع حد أو حل لهذه الأسواق التي تفوق حاجة المواطن إلى تعدد مزاياها رغم انتشارها في كل شبر في المدينة وداخل الأسواق العشوائية فالباعة الجائلون ظاهرة باتت الأخطر ومرض يهدد الشارع البيضاوي وصداع حقيقي في رأس المجتمع سطوتهم علي الشارع أصبح أمر واقع، قبح اللسان وسوء الخلق من علامة مميزة و المشاجرات بينهم وبين أصحاب المحال والمارة من طبائع الأمور. وبمجرد حدوث مشاجرة، ما هي إلا لحظات لتظهرالأسلحة بكافة أنواعها ويتحول الموقف إلي ما يشبه المعارك الحربية بالإضافة إلي تسوقهم بضائع لا تخضع لأي رقابة وغير معرف تاريخ إنتاجها ولا مدة صلاحياتها للاستخدام، الى متى ستتحرك الجهات المختصة لاجتتات هده الظاهرة المشينة من جدورها مع ايجاد حلول ناجعة وفعالة ..؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق