ضابط من ذهب ..رفض 28 مليون جنيه رشوة من مافيا الآثار

ضرب رائد شرطة مثلا رائعا للأمانة ويقظة ووعي رجال الشرطة والتزامهم بالدفاع عن الوطن وآثاره ومقتنياته التاريخية الخالدة وعدم السماح بنهبها وسلبها

الضابط هو الرائد محمد عبدالرحيم رئيس مباحث كفر صقر.. تخرج في كلية الشرطة عام 2003 وعمل لمدة 3 أعوام بالوجه القبلي ثم انتقل لمديرية أمن الشرقية حيث تم توزيعه بمباحث الاموال العامة ثم انتقل للعمل كمعاون مباحث في مركز الزقازيق ثم رئيسا لمباحث كفر صقر.. والده استاذ بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق ووالدته فايزة منصور مدير عام بالضرائب العامة.. له شقيقان احمد مدرس مساعد بكلية الطب وميادة حاصلة علي ليسانس اداب ومتزوجة من ضابط الشرطة تامر زكي بإدارة المرور، حرص والدهم الاستاذ الجامعي علي توفير حياة كريمة لهم وغرس القيم الدينية في قلوبهم ونفوسهم منذ نعومة اظافرهم واقام لهم عقارا خصص لكل منهم وحدة سكنية.. ومنذ عامين تقريبا اختارت الاسرة عروس الرائد محمد عبدالرحيم وهي الصيدلانية آية عبدالرحمن وتم زفافهما ورزقهما الله بطفل جميل اسمه احمد

روي الضابط الحكاية قائلا: فوجئت باتصال تليفوني من الوسيط اثناء راحتي الاسبوعية ليطلب مقابلتي وبإلحاح لامر مهم وضروري.. فاعتقدت ان هناك قضية لا تحتمل التأجيل.. فسمحت له بالحضور لمسكني وعند مقابلته لي اخذ يشيد بي ويقول انت راجل محترم وكلنا بنحبك وانت زي اخويا وجمايلك عليّ كثيرة ونفسي اردها لك من زمان وحانت الفرصة الآن لذلك، وقال لي: ان هناك موضوع حلو قوي لك وليّ وسوف يحقق لنا الراحة طوال العمر.. فتساءلت: كيف ذلك فبادر بقوله توجد مسلة فرعونية بقرية أبوعمران التابعة لمركز كفر صقر تقدر قيمتها ب 051 مليون دولار وفيه مجموعة من تجار الآثار عاوزين يقابلوك علشان يتفقوا معاك علي التنقيب عنها وتصويرها واستخراجها مقابل حصولك علي عمولة قدرها 01٪ من قيمة المبلغ.. اصبت بذهول من جرأة الوسيط وتظاهرت بالارتياح وطلبت منه منحي فرصة للتفكير والرد عليه واكد لي قبل انصرافه ان هؤلاء التجار ناس تقال قادرين علي حمايتك واسرتك ومتخافش ابدا.. علي الفور توجهت للواء عبدالرءوف الصيرفي مدير المباحث ورويت له ما تم وطلب مني مجاراته حتي نتعرف علي خيوط هذا الموضوع وتم تحرير محضر بالواقعة بمباحث الاموال العامة باشراف العقيد طارق عساف وتم استئذان النيابة لتسجيل اللقاء مع الوسيط وتجار الآثار بالصوت والصورة بعد موافقة اللواء عدلي فايد مساعد اول الوزير لقطاع الامن والامن العام وحددت موعدا للقاء تجار الآثار في مسكني الكائن بمساكن الجامعة بمدينة الزقازيق

قال الرائد محمد عبدالرحيم: رحبت بهم جدا لكي يطمئنوا ويثقوا فيّ ولا يشكوا لحظة في انني سأغدر بهم. .وفوجئت بكبيرهم يقول لي احنا عاوزين لك الخير ولا نعمل الغلط ابدا ولا نربي ولا نطعم اولادنا من المال الحرام، وأنا قمت باداء فريضة الحج اكثر من مرة وان الاتجار في الآثار حلال وقد اصدر احد مشايخ الفضائيات فتوي بذلك. ثم استطرد يقول: ان هناك مسلة بقرية أبوعمران طولها 9 أمتار ووزنها 04 طنا وهي ذات قيمة تاريخية عظيمة وقيمتها تصل الي 051 مليون دولار وكل ما نطلبه منك ان تتيح لنا فرصة البحث والتنقيب عنها وان تسحب الخفراء من القرية وعدم المرور لحين الانتهاء من عملنا وممكن ننفذ المأمورية اثناء اجازتك السنوية حتي لا يشتبه احد فيك بشرط تأميننا قبل قيامك بالاجازة. ثم قالوا لي: ان نقل المسلة سيم بطريقة رسمية حيث يتم تقديم خطابات معتمدة من المجلس الأعلي للآثار لتسهيل نقل المسلة وتأمينها واشاروا له انه سيتم تقطيع المسلة بالليزر الي 3 قطع وانه سيتم تهريبها عن طريق البحر.. واتفقوا معي علي سداد قيمة الرشوة لي بالطريقة التي أختارها قبل نقل المسلة.. وتركوا لي تحديد موعد بدء التنقيب عن المسلة وتصويرها

والدة الضابط الأمين. قالت هذا ليس بعيدا عن ابن من اولادي لانهم جميعا يتصفون بالصدق والامانة والسلوك الحسن حيث حرصت ووالدهم الاستاذ الجامعي علي تربيتهم وتنشأتهم نشأة دينية وغرسنا في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم الالتزام والاخلاص والتفاني في العمل وعدم الاقتراب من الحرام وعلمناهم الصلاة واداءها في مواعيدها.. وقد كان والدهم قدوة لهم احتذوا به جميعا

وقالت: لقد شعرت بالفخر بابني عندما قرأت الخبر بالصحف.. حيث لم يبلغني محمد بشأن تلك الواقعة وقد سارع الاهالي والاقارب وزملائي بالعمل بتهنئتي علي حصاد ثمار تربيتنا لاولادنا وقمت بصلاة ركعتين شكر لله لحماية أبنائي ودعيت ربنا ان يستمر في عمله بنفس القوة والاخلاص.

اما زوجته آية عبدالرحمن الصيدلانية فقالت: محمد كتوم جدا، فيما يخص عمله ولم يبلغني بتلك الواقعة وعرفت بها من الصحف والقنوات الفضائية وتقول يوم زيارة تجار الآثار طلب مني التوجه لزيارة اسرتي علي ان يلحق بي بساعات قليلة، ولم اشعر بوجود اجهزة لتسجيل اللقاء الذي دار بينه وبين تجار الآثار..