آخر الأخبار

أخبار

رياضة

أخبار النجوم

صحة وجمال

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

النظافة مسؤولية الجميع ..



  عطاءالله عبدالرحيم

لطالما كانت النظافة عنوان الحضارة ودليلًا تدلّ به الشعوب على حضارتها, بل هو عندنا, نحن المسلمين, آية من آيات الإيمان وسمة من سمات المسلمين
غير أنّ موضوع النظافة في احيائنا لم يلبث أن تحوّل إلى كابوس مخيف, يقلق الأهالي ويؤرّقهم, فلا تكاد تجد أحدًا منهم إلّا ويشتكي لك من قلّة, بل انعدام, النظافة في مدننا .
النظافة عمل مجتمعيّ وليس عمل أفراد فقط, ونجاح هذا العمل مرتهن بتعاون كافة أفراد المجتمع من أجل نظافة وحسن مظهر بيئتهم, ثمّ إنّ الحرص على النظافة قيمة عالية حثّ عليها ديننا الحنيف ونحن بالتزامنا بها مأجورون حتّى لو تمثّل هذا الالتزام بإماطة أذى بسيط قد يزعج المارّة. إنّ تأصيل حبّ النظافة وغرسه في نفوس الناشئة يخلق مجتمعًا يحرص على النظافة مبدأ وسلوكًا وعادة الأحياء والطرقات التي ما تزال تئن تحت أكوام النفايات المتراكمة, ليبرز التساؤل الكبير, إلا وهو: إلى متى سيظلّ هذا الوضع على ما هو عليه من التردّي والسوء؟ وما هي الحلول العاجلة والشافية التي تسهم في نظافة مدينتنا وكافّة أحيائها وأزّقتها وشوارعها؟ لا بدّ من وقفة جادّة للنظر في أسباب هذا التردّي الواضح وإيجاد العلاج له, لأنّنا فقدنا بعض الأمل من الجهات المختصّة التي طالما ناشدها المواطنون في قضية النظافة ولكن دون جدوى, وفي تقديري الشخصيّ فإن من الحلول التي يمكن أن تسهم في معالجة تردّي مستوى النظافة هو إعطاء الشركات فترة لا تتعدّى الستّة أشهر, ومن ثم يعاد تقييمها فإن نجحت تمّ استكمال المدّة المتبقيّة وإن تعثّرت يتمّ سحب المشروع منها. كما أنّ من الحلول بثّ برامج توعويّة وتثقيفيّة للمجتمع لحثّ كافّة المجتمع على إبقاء أحيائهم نظيفة, ومدّ جسور التعاون مع عمّال النظافة عبر إقامة مسابقات وجوائز للأحياء النظيفة من أجل التشجيع على النظافة, وإحياء مبدأ العمل التطوعيّ فمن الجميل جدًا أن نشاهد شبانًا متطوّعين يبادرون للمشاركة بفاعلية في نظافة أحيائهم وطرقاتهم. ومن الضروريّ جدًّا احترام وتقدير عامل النظافة أو صديق البيئة وعدم ازدرائه بل يجب التعاون معه في سبيل نظافة مدينتنا.
هذه البلد التي نعيش عليها ونأكل من خيرها، هي أمانه في أعناقنا ومن واجبنا جميعا أن نحافظ عليها وعلى منظرها وجمالها، ويجب وضع تعليمات للناس وتحذير، مثلا (تــــحذير ) ممنوع منعا باتا أي فرد يلقى النفايات بالشوارع أو يعرض نفسه للمسائلة القانونية لأننا نجد الكثير من راكبي السيارات والمارة في بعض الشوارع وخاصة بجوار أي مطعم من المطاعم المنتشرة بعد أن ينتهي من أكله وشربه يرمى ببقايا المشروب أو الطعام أو حتى أوراق المناديل بالشارع وبقايا السجائر... فهل ترضون أن تلقى النفايات أو بقيا السجائر داخل البيت؟ لذلك ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك والشارع ملك للجميع ونظافة الطريق تعتبر وسيلة هامة للحد من تكاثر الذباب والناموس والحشرات الضارة، إن نظافة شوارعنا من الأفضل أن تكون راحة للسالكين، وعنوان لبلدنا المتحضر
النظافة سلوك ديني وحضاري وأخلاقي واجتماعي وبيئي وجمالي، النظافة تعبير عن المواطنة الصحيحة، يمارسها كل مواطن لديه انتماء وطني
لا نريد كلمات منمقة ولا حوارات مطولة، لا نريد شعارات رنانة ولوحات مكلفة.. نريد سلوكيات وممارسات عملية، لتبادر مدارسنا وجامعاتنا إلى تثقيف طلابنا بثقافة البيئة، لا أعتقد أننا سننهض إن لم تتحول النظافة والبيئة إلى «سلوك مواطنة» وإلى مشروع وطني يتعاون في تنفيذه الجميع، المواطن والمقيم، المسئول والشخص العادي
النظافة مسؤولية الجميع، أعتقد أن كلنا متفقون على مصداقية هذا الشعار، لكن هل كلنا متفقون على ترجمته لسلوك نؤمن به ونطبقه في حياتنا، في بيئتنا ووطننا؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـجريدة الخبر المغربي | Alkhabar Al Maghribi
تعريب وتطوير ( فان للمعلوميات ) Designed By