آخر الأخبار

أخبار

رياضة

أخبار النجوم

صحة وجمال

الجمعة، 15 أغسطس 2014

المغرب: من قنطرة عبور ..الى موطن لمهاجري المعمور



نظرا لموقعه المتميز وصفته الاستثنائية من بين الدول العربية يعتبر المغرب الوجهة الاولى للعديد من المهاجرين خاصة بعد ما بات يعرف بالربيع العربي وما خلفه ذلك من اضطرابات وعدم استقرار. لم يكن اللجوء الى المغرب صدفة فنظرا لسياسة الانفتاح التي يشهدها المغرب على الصعيدين العربي والافريقي  من خلال عدة اتفاقيات التعاون التي ابرمت مع العديد منها من  خلال الزيارات على اعلى المستويات في السنوات الاخيرة. وخير دليل على انفتاح المملكة على العالم خاصة الافريقي مشاركة المغرب في القمة الافريقية الامريكية الاخيرة بواشنطن بوفد رفيع المستوى تراسه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار وما ترتب عنه من تكثيف التعاون جنوب جنوب.
دوليا  استقراره السياسي وموقعه الجغرافي جعل من المغرب قبلة الباحثين عن الامن من دول بعضها يعيش اصضرابات امنية واخرى تتخبط في مشاكل عدم الاستقرار كما هو الحال في بعض الدول العربية كسوريا ومصر التي القت بالكثير من مواطنيها حيث اصبحت شوارع العديد من المدن الكبرى مرتعا لهؤلاء خاصة وان الحكومة لم تتبنى استراتيجية واضحة لاحتضانهم او احتوائهم .
افرقيا اذا كانت شوارع المدن الكبرى تعج بالمهاجرين من دول عربية واسيوية فان احياء باكملها اصبحت خاصة بالافارقة الذين اصبحوا ينافسون المغاربة في شتى المجالات والميادين فمن التجارة  الى الاجارة اصبح المهاجر الافرقي المنافس الاول للمغربي في سوق الشغل وخاصة في المعامل والشركات التي اصبحت تفضل تشغيل المهاجر للتنصل من واجب التعاقد والترسيم اذ ان الافريقي كما روى لنا احدهم) بوبا( المقيم بمدينة فاس مند سنوات حيث صرح; انني اعمل باجرة يوم لاكسب قوت يومي فقط ولا افكر في شيء اخر غير ذلك حتى فكرة العبور الى اوربا لم اعد احلم بها فبالنسبة لي فان المغرب هو وطني الذي احتضنني وانا اكن له كل الاحترام ولمواطنيه وملكه . اما فاطمة المهاجرة من جنوب الصحراء فانها تعاني من قسوة الحياة اليومية فان كان بوبا قد ساعفه الحظ ليجد العمل فان فاطمة لم تكن محظوظة في ايجاد سوى بعض العطور لتنتقل بها في اسواق اسبوعية لم تستطع  كسب قوتها اليومي بها ما يضطرها الى التسول في اسواق بعض القرى بعيدا عن المد ينة التي حطت بها الرحال من اجل تحقيق بعض من الاحلام  في اتمام دراستها التي من اجلها هاجرت من وطنها الذي مزقته الحروب الاهلية .
تدفق المهاجرين بهذه الوثيرة خاصة من دول الساحل والصحراء يضع الحكومة في مازق استيعاب هذه الالوف ان لم نقل الملايين والذين في اغلبهم لايتوفرون على اوراق للاقامة او حتى اثبات هويتهم . فبعد ان كانوا فرادى اصبحوا جماعات وكونوا اسرا اذ في غالب الاحيان نجد مهاجران متزوجان ولهم اطفال وبالتالي فان هؤلاء اندمجوا وتغلغلوا بشكل كامل في الوسط المغربي وانصهروا داخل احياء شعبية بعد ان كانوا في السابق يستاجرون شققا في الاحياء الراقية فقط من ثمة فيمكن القول ان المهاجر الافريقي غزى المغرب في كل شىء من الجامعات الى العيادات والمستشقيات ثم الاقتصاد حيث اصبحت منتوجات افريقية تروج في الاسواق باثمنة مناسبة وبالتالي فهي تشكل منافسة للمنتوج المحلي على المواطن المغربي.
امام صمت الحكومة حيال مشاكل الهجرة نحو المغرب من كل حد وصوب يبقى التساؤل حول عملية ادماج المهاجر الافريقي وتمكينه من اوراق الاقامة القانونية بالمغرب مطروحا وكيف السبيل لايقاف تدفق المزيد منهم ولماذا لم تفرض التاشرة على قاصدي المغرب كما تفرض على المغاربة من دول يمكن القول انها اقل من المغرب اقتصاديا و سياسيا.?                                                                                 
                                                                                                            يوسف المودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـجريدة الخبر المغربي | Alkhabar Al Maghribi
تعريب وتطوير ( فان للمعلوميات ) Designed By