الخبر المغربي
طالب مئات الميزابيين، ممن تجمعوا ظهر أمس أمام مقر دار الصحافة طاهر جاووت بقلب العاصمة، الرئيس بوتفليقة بإعلان ولاية غرداية منطقة منكوبة، وأن يضع المنطقة تحت رعاية وحماية الجيش الوطني دون أي جهة أخرى.
فقد التحق بمحيط دار الصحافة طاهر جاووت، في حدود منتصف نهار أمس، مئات الميزاببين بعد أن قاموا بغلق كامل محلاتهم، وأوقفوا باقي نشاطاتهم في العاصمة ولاسيما ساحة أول ماي وبلكور وساحة الشهداء
والبريد المركزي وحيدرة وباب الوادي، ليلتحق بهم في حدود ساعة تجار من باقي مناطق ضواحي العاصمة، من الحراش والحميز والدار البيضاء وباب الزوار وغيرها، وأعلنوها إضرابا عن النشاط، حسب اللافتات التي رفعت قبالة المدخل الرئيسي لدار الصحافة طاهر جاووت.
وردد الميزابيون ممن حضروا بكثافة شعارات، بينها “نريد الأمن في غرداية”، و”بركات، بركات” ليستغرقوا بعدها ولعدة دقائق في تلاوة آيات من القرآن الحكيم، على نحو بعث الشك والخوف وسط عناصر الأمن من مغبة انفلات الوضع، حتى أن بعضهم كان يسأل بعض المحتجين عما إذا كانوا متحكمين في الوضع على نحو يحول دون تسلل أشخاص مشاغبين. وقال ممثل عن المحتجين الميزابيين في كلمته التي ألقاها أمام الجمع الغفير من الحضور “في هذا اليوم المبارك، جئنا إلى هذا المكان للتنديد بالإرهاب السائد في غرداية”. وأضاف “مطالبنا يمكن حصرها في نقطيتين: الأولى، نناشد السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يعلن ولاية غرداية كمنطقة منكوبة. والثانية، أن يضع المنطقة تحت رعاية وحماية الجيش الوطني الشعبي دون أي جهة أخرى”. وكانت الوقفة الاحتجاجية للميزابيين حافلة بالتساؤلات إزاء ما يحدث بولاية غرداية منذ عدة أيام، مشوبة بخوف كبير مما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وعبروا عن ذلك بعشرات اللافتات التي كانوا يحملونها بينها “لا للإرهاب” و”أين حلولك ياسلال” و”لا للتصفية العرقية” و”نطالب الحماية من الجيش وفقا للدستور”، وصولا إلى شعار “الرصاص الحي يطلق حاليا بغرداية” و”الإضراب” و”الميزابيون لم يخونوا الثورة”.
دعوا السلطات إلى التدخل وإنقاذ المنطقة
إضراب تجار بني ميزاب عبر كامل الولايات
من العاصمة إلى وهران غربا فقسنطينة وباتنة وخنشلة شرقا، وعبر كل ولايات الوطن ساروا بالعشرات منددين بالعنف المستفحل في عاصمة ميزاب، أغلبهم تجار استجابوا أيضا لنداء الإضراب العام عبر مختلف ولايات الوطن، حيث يزاول آل ميزاب نشاطات تجارية مختلفة.
وقد بدت أمس المنطقة التجارية بالحميز خالية من التجار، وكذا الحال بالنسبة لباقي المحلات التجارية عبر مختلف بلديات العاصمة، بحيث التحق هؤلاء بمسيرات العاصمة بساحة البريد المركزي، حيث منعوا من الاحتجاج من قبل عناصر الشرطة، ما جعلهم يلتحقون بدار الصحافة الطاهر جاووت بأول ماي، فيما دخل العشرات من تجار بني ميزاب بمدينة باتنة وبريكة بالأوراس في إضراب عن العمل تضامنا مع أهالي الضحايا الذين سقطوا في الأحداث التي اندلعت بمدينتي الڤرارة وبريان بغرداية، وخلفت مصابين وقتلى. كما استجاب تجار “بني ميزاب” بوسط مدينة قسنطينة، إلى نداء مجلس أعيان قصر الڤرارة بولاية غرداية، الذي أصدر بيانا نهار أمس، يدعو فيه التجار الميزابيين على المستوى الوطني إلى غلق محلاتهم، تضامنا مع قتلى وجرحى مدينة غرداية. وعرفت مختلف محلات عائلات بني ميزاب القاطنة بمدينة قسنطينة منذ سنوات عديدة، توقفا عن ممارسة النشاط التجاري خاصة بحي العربي بن مهيدي “طريق جديدة” وشارع بلوزداد وأحياء متفرقة من المدينة القديمة. وأقدم أمس أكثر من 20 شخصا يمثلون بني ميزاب بمدينة خنشلة على تنظيم وقفة تضامنية مع ذويهم في ولاية غرداية، مطالبين السلطات العليا بالتدخل لوضع حد لهذا التناحر الذي يعد جرحا في جسد الوطن قد يتوسع إن تعفن.
كما أغلق، يوم أمس، ببسكرة التجار الإباضيون محلاتهم التجارية وأعلنوا عن الدخول في إضراب عام ومفتوح، تنديدا بما يجري من أحداث دامية بغرداية التي سقط فيها لحد الآن عشرات القتلى والجرحى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق