جمال بوالحق
بعد عرض مسرحية القطار
في العديد من دور الشباب وصالات العرض بالدارالبيضاء ٬وصلت هده المسرحية إلى محطة
مديونة٬ بعد عرضها في البناية الجديدة لدار الشباب المجاورة لثانوية الأطلس٬ مساء
يوم الخميس 6 غشت الجاري ٬وهي من تقديم المرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية٬ والإخراج
للأستاذ عبد الحق الفكاك ٬وتمثيل مجموعة من الفنانين الشباب من بينهم أيمن العبود
ورفيق مرشد ٬وإيمان أبو العينان وحمزة درني ومحمد بلغالي والمسرحية مأخوذة عن فكرة
للكاتب الايرلندي "صمويل بيكيت
".
وتدور المسرحية حول
شخصيات منعزلة من عامة الناس٬ تلتقي في
محطة للقطار لا معرفة مسبقة بينهم حيث أن إقفال المحطة ليلا من طرف الحارس٬ فسح
المجال لنماذج بشرية مختلفة منهم عنصر نسوي للحديث عن معاناتهم٬ وسرد تفاصيل
حياتهم عن طريق السرد التراجعي" فلاش باك" هذه التقنية كانت وسيلة مهمة للتطرق إلى مجموعة من
الظواهر منها ظاهرة الأمهات العازبات٬ وهي من الظواهر المسكوت عنها والحديث عنها
في بعض الأعمال الفنية يكاد يكون على استحياء .
وتطرقت ذات المسرحية إلى
ظاهرة "الحريك" من خلال شخصية العربي الذي
عانى الأمرين في سبيل تحقيق حلم الوصول إلى الضفة الأخرى٬ لكن يتم القبض عليه وإرجاعه
إلى بلده خاوي الوفاض .
معاناة الشباب المتعلم
مع البطالة٬ كانت حاضرة في هذه المسرحية من خلال نموذج شاب خريج جامعة بحث عن عمل
ينقده من براثن البطالة ٬لكن دون فائدة ليجد نفسه مرغما على الانتظار مع ما يصاحب
هدا الانتظار من تداعيات خطيرة وسلوكيات منحرفة .
المسرحية عرّفتنا أيضا
على شخصية "الحلايقي" الذي تحدت بدوره من خلال تقنية
"الفلاش باك" أيضا عن معانته مع هذه الحرفة ٬وسرد
كيف أن أحد المخرجين أعجب به ٬وطلب منه المشاركة معه في عمل فني ٬وترديد مقطع من أغنية" أعطيني صاكي باغا نماكي" على اعتبار أنها أغنية الساعة٬
أغنية "باغاها
الوقت" في إشارة إلى
تمييع الساحة الفنية واعتمادها على الكلام البذيء٬ مما أدى إلى تدهورها .
المسرحية حتى وان كانت
فكرتها مقتبسة٬ إلا أن المخرج أسقط عليها مجموعة من الظواهر٬ التي يعاني منها
المجتمع المغربي بأسلوب سهل وبسيط٬ من غير الاعتماد على حوار محكم ٬واستخدام
التلاعب بالألفاظ٬ وهي سمة من سمات المسرح العبثي٬ الذي يصل إلى حد الارتجالية
والسخرية ٬وفي دلك تمرد على المسرح التقليدي٬ ومحاولة للانعتاق من قوالبه المتعارف
عليها.
وتتميز المسرحية
بالرمزية ..انتظار فتح محطة القطار هي انتظار في انتظار يشمل باقي مناحي الحياة ٬وهي
ظاهرة عصية عن الحل.. وبما أن الانتظار يكون دائما طويلا يكون البوح بالكلام عن
المكنون الداخلي هو البلسم للتغلب على هده الحالة اﻹنتظارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق