محمد قربان
في الأيام القليلة
الماضية سافرت رفقة بعض الأصدقاء إلى قرية
با محمد و بالضبط دوار ملولة حيث مسقط راس احد الاصدقاء قضينا هناك مدة ثلاثة ايام و هي الفترة التي أتاحت
لي أن أتعرف على قصة الحاج امحمد الترميدي.
من مواليد
الخمسينات مزداد بدوار ملولة عازب الابن ما قبل الأصغر لإخوته الخمسة من بينهم
انثيين ، توفيت أمهم و تركتهم اطفالا صغارا حضنهم
والدهم ولم يتزوج بعد وفاة امهم
ولما بلغوا رشدهم لم يتزوج منهم غير المسمى محمد.
الحياة الدراسية و
العملية :
درس وحفض القران لكون والده كان فقيها ثم درس بمدرسة عين العلق
الابتدائية بعدها انتقل ليدرس بقرية با محمد منها التحق بالجامع القرويين بفاس و بعد تخرجه
عمل مدرسا للغة العربية بإحدى الثانويات بنفس المدينة.
الحياة السياسية :
كان مناضلا شابا في
صفوف حزب الاستقلال عهد الزعيم علال
الفاسي أرسله الحزب الى السعودية لأداء
فريضة الحج و بعدها هجر التراب الوطني من اجل الدراسة على حساب الحزب و بعد عودته
من الهجرة فوجئ بمصيبتين الأولى صدمة وفاة
والده و الثانية فقدان عمله .
الحياة البدوية :
و بما انه أصبح عاطلا
فكر العمل في المجال الفلاحي و استغلال نصيبه من تركة ابيه فعمل على اقتسام الارث الذي
تركه لهم والدهم المتكون من اراضي فلاحية و ماشية و اغراس الزيتون.
و بعد استئناف
نشاطه في الفلاحة و تربية الماشية تكالب عليه بعض اهل الدوار بسرقة منتوجاته من
الزيتون و الحبوب و حتى الماشية, و من بين
المتكالبين عليه أخوه محمد و أبناؤه الذين ساهموا في نهبه و سرقة ممتلكاته و بذلك
يكون اخاه هذا قد بلغ مبتغاه و هو يمهد لحيازة كل الارث الذي تركه والدهم.
إذ أصبح الحاج
امحمد يعيش بالغدو والرواح لانتزاع حقوقه المغتصبة لكن عدم توفر الشهود بسبب ظاهرة
كثمان الشهادة، حال دون ذلك ليعيش وسطهم دليلا محتقرا و يتعرض للإساءة من طرف أبناء
أخيه وغيرهم
وقد ينقضي نحبه
بسبب الاهمال و قلة العناية مثلما انقضى نحب أخته فاطنة و اخيه احمد و المستفيد الوحيد من وفاتهم
هو محمد و ابناؤه.
هذه الممارسات المتعددة و المتكررة تسببت له في
ازمات نفسية و اختل عقله نسبيا حيث تدهورت صحته
و اصبحت جد مزرية ولم يعد قادرا على شيء
و كثرت علله و امراضه و تلعثم كلامه
و غاب بيانه و اصبح يعيش حالة يرثى لها
بالبؤس و الازمات النفسية و هذه
الحالة تتقاسمها معه اخته زهرة التي تعيش معه
في حين استغل املاكهم محمد الذي
تركهم يموتون موتا بطيئا ليستولي على كل ما يملكون كما استولى على ممتلكات فاطنة و
احمد من قبل و هكذا يبقى محمد يعيش متبرعا
في املاك الورثة دون حق و دون منازع واستعبد امحمد و زهرة نظرا لتدهور صحتهم فإنهم
يعيشون عيشة مزرية.
و يبقى السؤال هل من حق محمد الاستفراد بالإرث والاستيلاء
على ممتلكات إخوته و استغلالها لصالحه ويترك اخوته يعيشون في حالة جد مزرية وتدهور صحي
متزايد فمنهم من توفي و منهم من ينتظر، ثم إن إخوته كلهم لم يتزوجوا قط وبالتالي
يورثون كلالة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق