معاناة المحالين على التقاعد

 

محمد قربان 

*أمام اشتداد الأزمة المادية ، يلجأ بعض المواطنين إلى اقتراض مبالغ مالية  من البنوك التي وضعت أمامهم تسهيلات في ملفات السلف  على جميع أشكاله ، بعد طرق أبواب ظلت مسدودة  في وجههم.

* و من بينهم بعض الموظفين و المستخدمين ، حيث يضطر هدا الموظف  أو المستخدم إلى الاقتراض مباشرة بعد التحاقه بالعمل لأول مرة ، و يظل متابع بالديون إلى أن يحال على التقاعد و يلقى حتفه ، إضافة إلى الفوائد التي  تترتب عليه كل سنة ، علما انه بعد توقيع عقد القرض ، يصبح المقترض مرتبطا بالتزامات  لا علم له بها  و يجب عليه الوفاء بها  ، و دلك لظروفه القاسية  التي أرغمته على الاقتراض الذي  هو في بداية الأمر  قد يكون حلو ، لكن مع مرور الأيام  ،يصطدم بالواقع  المر بعد اقتطاعات بتسديد  الأقساط و فوائدها التي تظل تتقل كاهل المستهلك أو المقترض ،  و  جل المصاريف التي يتحملها  غالبا بدون علم لتعمد المؤسسات إلى إخفاء التكلفة الحقيقية  للقرض مما قد يؤدي  به إلى الوصول إلى درجة العجز  عن السداد ،خصوصا بعد الإحالة على التقاعد ، حيث يصبح الأخير  غير كاف و جد هزيل لسد رمق العيش ،إضافة إلى الكراء وغير دلك من الضروريات.

*و من هنا تبقى المتابعات القضائية بتحريك مساطر قانون الاقتراض  علما أن النية غير مبينة بعدم أداء الديون ‘’لكن الغالب الله ، لا يملك لا أراضي و لا عقارات و لا مسكن  ‘’، بل يظل بعد إحالته على التقاعد يراهن على العيش  بعد عجزه المادي ، و البدني يمثل أمام  القضاء لمحاكمته بناءا على الفصل  عدد 230 من قانون الالتزامات و العقود التي لا يمكن للمقترض أن  يناقش مضمونها  المحدد مسبقا من طرف شركة القرض.

*ما أن يوقع على العقد ببنوده المحددة مسبقا اد يرفض و يتم التصنيف ضمن بنود العقد على الإجراءات الواجب إتباعها  و الجزاءات المفروضة  في حالة عدم أداء قسط من أقساط القرض ،  غالبا ما تقوم الشركات  بإجبار المقترض على توقيع سند لأمر Billet Ordre   بقيمة الدين ، وفي حالة توقف المقترض  عن أداء أقساط الدين ،تلجأ الشركة إلى استصدار  أمر بالأداء في مواجهته ،بناءا على سند مدكور ،و عليه  يكون الأداء  الا ادا تعلق الأمر بحالة وفاة او العجز الدائم و الكلي للمقترض.

* فأن شركة التأمين المؤمن لديها  تقوم بأداء مبلغ الدين عوضا عن المقترض  ، و هناك حالات كثيرة بعد الإحالة على التقاعد ، أصبحوا عاجزين عجزا كليا ، ومتابعون من طرف الشركات او الابناك.

* هل ستتفهم الحكومة معاناة هده الفئة من المتقاعدين و ترفع علبهم همومهم ليرتاحوا أخر حياتهم.