آخر الأخبار

أخبار

رياضة

أخبار النجوم

صحة وجمال

الاثنين، 20 يونيو 2016

النظافة ثقافة


صلبي حفيظ
مقولة كانت أمي ترددها أمام مسامعنا وهي تربينا على مبادئ النظافة العامة في صغرنا ، كانت تقول : إن مَن لايحرص على نظافة المكان الذي يقف فيه ، أياً كان هذا المكان ، إنما هو قذر في بيته.
هذه المقولة إتخذتها حكمة ، تجعلني أحكم دوماً على كل من يرمي على أرض دائرته او الشارع او أي مكان عام شيئاً وإن كان عود ثقاب بأنه كما قالت أمي.
الذي يثير الغيظ أكثر إن أولئك المتجاوزين على نظافة الممتلكات العامة يبررون تصرفاتهم تلك بأن البلد كله وسخ او شوارعه كلها وسخة !! فكيف يكون المواطن نظيفاً ؟! او بأنّ الكل يرمي النفايات في الشارع ، فلماذا لاأفعل أنا مثلهم ؟!! وكأننا يجب أن نخطئ كما يخطئ الآخرون ، ونسلك بالضرورة مايسلكونه ؟
نعم لو كانت الدوائر المسؤولة عن النظافة حريصة على تنظيف الشوارع والأمكنة العامة  وتوفرَ قانونٌ يحاسب المتجاوز على النظافة العامة ، لكان لزاماً على المواطن أن يحافظ على نظافة الشوارع والأمكنة العامة.
فكيف يدعي أحدهم أنه مؤمن لمجرد إنه يلتزم ببعض آداب الدين ولايلتزم بالنظافة العامة ؟! بل كيف نتهم الغرب بالكفر إذا كان نظيفاً ؟! أليس الإنسان الغربي يحافظ على نظافة الأمكنة العامة ما يجعله في خانة الإيمان التي ندعي أنها لنا فقط ؟
وكيف يكون المواطن وطنياً إذا كان يزيد من حجم الأوساخ في الشوارع ؟! وكيف يريد أن يُبنى البلد إذا لم يسهم المواطن بنفسه بما يستطيع وبما يعبر عن تحضره ومدنيته ؟ وكيف ينتظر من الآخر أن يحترمه إذا لم يحترم هو ذاته ؟!
فيا أيها المنتهكون للنظافة العامة التفتوا الى الأذى الناجم عن تجاوزاتكم ، ولاتسهموا في زيادة بشاعة الشوارع وتلوثها ما ينعكس سلباً على الصحة العامة وسلامة البيئة ، فيكفينا تقصير الدوائر البلدية في أداء مهامها ، ولاتخدشوا الأمكنة العامة ولاتتجاوزوا على نظافة الدوائر الرسمية ، وأخيراً تأملوا حكمة أمي ، وكل أمهاتنا المربيات الفاضلات الواعيات ، اللواتي يربين أولادهن على الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع منذ نعومة أظفارهم حتى يعتادوا ذلك ، ويكون جزءًا من شخصياتهم وضمن قيمهم وقناعاتهم الإنسانية التي يحملونها معهم في مسيرة الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـجريدة الخبر المغربي | Alkhabar Al Maghribi
تعريب وتطوير ( فان للمعلوميات ) Designed By