عطاء الله عبد الرحيم
و أنت تمر بعد أدائك لصلاة التراويح بجانب المقاهي المتراصة في الأحياء الشعبية تستوقفك رائحة "الشيشة" المنبعثة من داخل هاته المقاهي و المنازل المجاورة لها ، ففي هذا الشهر الفضيل يكثر الإقبال على هذا الخطر القادم من الشرق و الذي اكتسح فئات عريضة من المجتمع المغربي وخصوصا الشباب .
في شهر رمضان يرتفع الطلب على الشيشة أو النرجيلة حيث تكتظ المقاهي المخصصة لذلك بفئة كبيرة من الزبائن الذين يتسابقون على الظفر بمكان شاغر بإحدى كراسيها عوض التهافت على الصفوف الأمامية بمساجد الرحمان ، عالم خاص إذن هو ذاك الذي يعيشه رواد مثل هاته الفضاءات و التي تدر على أصحابها مداخيل قياسية في شهر رمضان
هناك أيضا أماكن تفتح أبوابها بكل حرية لكل الراغبين في خدماتها و غالبا ما تكون هاته الفضاءات بالأحياء الشعبية الهامشية ، هنا تخال نفسك في "محرقة" بسبب الدخان الكثيف الذي يغطي كامل المساحة ، دخان "الفاخر" فضلا عن دخان لفافات الحشيش الذي يباح استعماله في مثل هاته التجمعات التي غالبا ما توفر ألعاب التسلية كذلك إلى جانب الشيشة من قبيل "ضامة" و "الرامي" و "الرونضة" و ألعاب ورق أخرى ، هنا في هاته الأماكن تعوض الموسيقى بالهرج و المرج و اللغط الذي يحدثه روادها
هكذا إذن هو رمضان في هذا البلد السعيد ، صوم و عبادة بالنهار و صلاة و شيشة و لهو بالليل ، لكل طريقته الخاصة في تمضية يومه كما مسائه ، وهدا هو الحال ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق