عطاءالله عبدالرحيم
آداب رمضان كلها محصورة فيها مستفادة من
معناها، ولا حاجة بالصائم إلى أدب، غير أن يذكر أنه يريد الصيام، وأنه يقوم بفريضة
يطلبها ويعلم نفعها ويحمل جهدها، وإن لم تكن مفروضة عليه، فليس من أدب رمضان أن يتململ
الصائم وأن يتجهم لمحدثيه وأن يبدو منه ما يدل على الضيق بالفريضة كأنه مكره عليها
مطيع لها بغير رضاه
كلما أقبل شهر رمضان المبارك تمثلت أمام
عيني صورة هي من نسج الخيال، ولكنها أثبت في قلبي وأرسخ في يقيني من كثير من الحقائق
الملموسة، صورة موكب يعبر الزمن ويخترق اللانهاية ويدور في الفلك، حيث يتم دورته مرة
كل عام في مطلع هذا الشهر الكريم.. موكب عظيم يتلألأ بنور الله ويتضوع بأنفاس الفردوس
وتظلله أجنحة الملائكة وينتظم ملايين الملايين من الصائمين والصائمات
رمضان يكشف بعض التناقضات و حالة النفاق
في المجتمع، فتجد أحدهم أطلق اللحية وعاش في دور الرجل المتدين، وما أن ينتهي رمضان
حتى ترجع العلاقة الحميمية مع موس الحلاقة
من دون شك إن كل منا يرى تلك الجموع الغفيرة
من المصلين نساء أو رجالا اتو في أفواج كبيرة و عظيمة للصلاة جماعة لتزحم بهم الصفوف
و تعج بهم جنابت المسجد
نجد الحامل لكتاب الله و المسبح في اندماج
و خشوع لا مثيل له كل هذا كان بسبب ضيف عزيز سيتركنا بعد حين
يرحل رمضان عنا و ترحل كل
هذه الأمور بعدما يضيق المسجد بالمصلين تراه فارغ و كأني بالجدران تشكو لي حزنا على
ما أصابها من هجر و نسيان عن مصاحف عادت للإدراج و لم تعد في الأيدي عن أمور جميلة
تمنيتها لو كانت كل عام لا في رمضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق