رحم الله الاغنية المغربية

عطاءالله عبدالرحيم

اختفت الكلمة الحلوة، واللحن المميز والأغنية التى تمس الوجدان والمشاعر، وأصبحت الأغنية «قبيحة»، تخاطب الغرائز الجنسية بشكل صريح لتكتمل دائرة «تدهور الذوق العام عند المصريين» الذى يتجلى فى مجال الغناء أكثر من أى مجال غيره رغم أن السلوك والذوق حلقة لا تتجزأ، بل تشمل كل جوانب الحياة من العمارة وألوان الملابس وطريقة الكلام واحترام التقاليد والقيم والأخلاق.

فالساحة الغنائية  المغربية تشهد  حالة من التدهور بسبب انتشار الأصوات الضعيفة على حساب الأصوات المدرّبة والقادرة على أداء أصعب القوالب الغنائية العربية، ودور الفضائيات التلفزيونية في تقديم هذه الأصوات التي كاد جمهور اليوم يسمعها بالخصر لا بالأذن نتيجة المبالغة العالية في تقديم الاستعراض (فيديو كليب) على حساب خصوصية اللحن والكلمة والصوت.

فتقديرنا لأغانينا القديمة ليس مجرد حنين للماضي إنما لأن الأغنية المغربية في السنوات الأخيرة لم تعد قادرة على تقديم مستوى الجمال الذي كانت تقدمه حتى منتصف التسعينات. كانت أغنيتنا أنيقة مؤثرة فيها نغمٌ وانسجام بين اللحن والكلمة والأداء؛ وكان فيها وعي بوظيفة الآلات الموسيقية المستخدمة وتطويعها لخدمة الأغنية لتكون سنداً لصوت المغني لا أن تطغى عليه كما هو الحال مع الأغنية الحديثة المليئة بالضجيج و"النشاز ...رحم الله الاغنية المغربية الكلاسيكية زمنها ولى ولن يعود .