التفكك الأسري ظاهرة خطيرة تنخر
جسم المجتمع المغربي لما لهذه الظاهرة من عواقب وانعكاسات جد سلبية على
الأسرة والمجتمع
لقد
حدد العديد من الباحثين من بين العوامل المؤدية إلى التشرد والتفكك الأسري ، حيث
بعتبر الطلاق هو المؤشر والعامل الاساسي
في استفحال ما يعرف بالتفكك والتشرد الأسري ، رغم أن بعض الدراسات أكدت أن الطلاق
ليس هو السبب المبشر في تنامي هذه الظاهرة الإجتماعية ، كما أكدت نفس الدراسات أن
القضاء له دور فعال لحماية الأسرة من التفكك
خصوصا مع بداية تطبيق مدونة الأسرة ،والدليل على ذلك أن البند 51 من هذه ال مدونة يدعو إلى المعاشرة بالمعروف والرحمة .
لقد أضحت نسبة الطلاق في ارتفاع مهول ، وهي
ظاهرة غير صحية في المجتمع المغربي والواقع اليومي للمحاكم المغربية شاهد على
ذلك ، وقد أكد بعض الدراسات الجامعية أن
مدونة الأسرة منذ انطلاق تطبيقها سنة 2005 كا ن لها وقع كبير وإيجابي على شؤون
الأحوال الشخصية ، و لكن رغم ذلك فإن نسبة
الطلاق قد ارتفعت ، وأن ما يعرف بالطلاق بالشقاق هو الذي يحتل الصدارة . . إن
التفكك الأسري هي ظاهرة إجتماعية لها إنعكاس سلبي على الأسرة وعلى المجتمع ككل. ...
ومن
ناحية أخرى فإن الدين الإسلام قد كرم المرأة وأعطى لها مكانة مرموقة يقول الله تعالى في سورة الحجرات : يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم
شعوبا وقبائل إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن
الله عليم خبير .. بيد أنه هناك بعض العوامل الأخرى التي تساعد على التفكك الأسر
منها الزواج بالفاتحة والاخطر من ذلك هو تزويج الفتيات القاصرات ، إن المكان الطبيعي والمنطقي للمرأة عموما هو
التعليم والتكوين ، على اعتبار أن التكوين والبجث العلمي هو المسار الحقيقي ، وذلك في ضوء التحديات الراهنة.
إن الأسرة هي صمام الأمان للمجتمع ، ومن ثم
يجب صيانة كرامتها ، على اعتبار أن ما تعرفه الأسر المغربية من تنامي وتناسل ظاهرة التفكك الأسري ، هذه الأخيرة التي تفرز ظواهر إجتماعية
أخرى خطيرة مثل التسول والفقر والهشاشة الإجتماعية....
مصطفى بوبكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق